أعرب خبراء حقوق الإنسان المستقلون التابعون للأمم المتحدة عن قلقهم البالغ بشأن تصاعد "الاضطهاد المنهجي" للنساء من الأقلية الدينية البهائية في إيران.
وفي رسالة مشتركة نُشرت يوم الثلاثاء 24 ديسمبر (كانون الأول)، أشار الخبراء، ومن بينهم المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في إيران ماي ساتو، إلى تقارير تفيد بتعرض النساء البهائيات للاعتقالات، والتحقيقات، والإخفاء القسري، ومداهمة المنازل، ومصادرة الممتلكات الشخصية، وفرض قيود على السفر، واحتجازهن لفترات طويلة دون محاكمة عادلة.
وأوضح الخبراء أن النساء البهائيات يشكلن ثلثي مجموع السجناء البهائيين في إيران، وأفادوا بأن العديد منهن يتم احتجازهن في عزلة تامة.
وحذر الخبراء من أن هذا التصعيد في الاضطهاد يمثل تدهوراً مقلقاً في التمييز بين الجنسين، واضطهاد الأقليات الدينية في إيران.
وقال الخبراء في الرسالة: "في السياق الأوسع لاستهداف النساء في إيران والتحديات المرتبطة بالمساواة بين الجنسين، يُعد هذا التصعيد الدراماتيكي في اضطهاد النساء البهائيات تصعيداً مقلقاً للغاية".
وأضافوا: "هذا يؤثر على مجموعة من الأشخاص الذين يواجهون تمييزاً واضطهاداً متقاطعاً، باعتبارهم نساء وأعضاء في الأقلية الدينية البهائية".
كما سلط الخبراء الضوء على الاضطهاد المستمر الذي يواجهه جميع البهائيين في إيران، بما في ذلك الحرمان من التعليم العالي، والقيود المفروضة على المشاركة الاقتصادية والثقافية، وحظر حضور الجامعات والعمل في الوظائف العامة.
وقالوا: "نشعر بالقلق من استخدام اتهامات غامضة الصياغة مثل "تهديد الأمن القومي" أو "الدعاية ضد الدولة" للحد بشكل منهجي من الممارسة السلمية لحقوقهم".
وأضافوا: "قد يكون لهذا تأثير كبير يثني أفراد الأقلية الدينية البهائية الآخرين عن ممارسة حقوقهم وحرياتهم".
وأوضح الخبراء، وهم جزء من الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهي مجموعة من الخبراء المستقلين الذين يراقبون ويحققون في قضايا حقوق الإنسان حول العالم، أنهم نقلوا مخاوفهم مباشرة إلى الحكومة الإيرانية.
وأشارت السلطات الإيرانية إلى أن البهائيين يتمتعون بكامل حقوقهم ولا يواجهون أي قيود. ولكن بعد أيام قليلة من هذا الرد، ظهرت تقارير تفيد بأن 10 نساء بهائيات في أصفهان قد حُكم عليهن بالسجن لمدة إجمالية تصل إلى 90 عاماً.
وأكد الخبراء أن رد النظام الإيراني يتناقض مع الواقع على الأرض، حيث لا يزال البهائيون يواجهون تحديات كبيرة تمس حقوقهم وحرياتهم.
من جانبها، حذرت "الجماعة البهائية الدولية"، يوم الاثنين الماضي، من أن "مهوش ثابت"، وهي سجينة بهائية تبلغ من العمر 71 عاماً، خضعت لعملية قلب مفتوح بعد حرمانها من الرعاية الطبية لسنوات.
ودعت الجماعة إلى الإفراج الفوري عنها وإلغاء حكمها، مع تقديم ضمانات بعدم إعادتها إلى السجن.