بعد انتقادات واسعة، أعلن المتحدث باسم مجلس بلدية العاصمة الإيرانية طهران عن إلغاء قرار تغيير اسم شارع "بيستون" إلى "يحيى السنوار"، مشيراً إلى أنه ستتم دراسة مواقع أخرى لتسمية الشوارع بهذا الاسم.
وقال علي رضا ناد علي، إن أعضاء المجلس يولون أهمية للمفاهيم والتراث التاريخي والإيراني، بالإضافة إلى ما وصفه بـ"رموز المقاومة".
وأوضح ناد علي أن القرار السابق بتغيير اسم الشارع أعيد إلى لجنة التسمية لإجراء مراجعة جديدة واقتراح شارع آخر لتقديمه إلى المجلس.
وجاء هذا التراجع بعد موجة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد من المستخدمين أن هذا القرار يندرج ضمن محاولات النظام "لطمس الأسماء الإيرانية".
نرجس سليماني، عضو مجلس بلدية طهران وابنة قاسم سليماني، وصفت ردود الفعل السلبية تجاه تغيير اسم الشارع بأنها "متوقعة تماماً"، مشيرة في مقال عبر موقع "انتخاب" إلى أنها سبق أن حذرت من تداعيات هذا القرار.
ورغم ذلك، أوضح أعضاء المجلس أن التسمية باسم يحيى السنوار لم تُلغَ بالكامل، بل تم إلغاء تغيير اسم شارع "بيستون" فقط، وسيتم اختيار شارع آخر لهذا الغرض.
وأشار محمد آخوندي، عضو آخر في المجلس، إلى أن مراجعة هذا القرار تمت بعد التشاور مع مهدي جمران، رئيس مجلس بلدية طهران، مضيفاً: "لم يكن من المناسب تخصيص جزء من الشارع لاسم السنوار".
وفي جلسة سابقة للمجلس، طُرح مقترح لتغيير أسماء أجزاء من "طريق لشكري السريع" و"طريق مهدوي كني السريع" لتسميتها باسم حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، لكن المقترح لم يُعتمد.
ويُعتبر يحيى السنوار العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، ما أشعل حرب غزة الأخيرة وأدى إلى تصعيد بين حزب الله وإسرائيل.
وبعد مقتل إسماعيل هنية في طهران، تم تعيين السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحماس، لكنه قُتل في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 على يد القوات الإسرائيلية. وتُصنّف الولايات المتحدة وأوروبا حماس كـ"منظمة إرهابية".
وشهدت إيران عدة محاولات لتسمية شوارع بأسماء شخصيات تُعتبر مثيرة للجدل في المجتمع الدولي.
ففي طهران، تم تغيير اسم شارع "وزراء" إلى "خالد الإسلامبولي"، الذي اغتال الرئيس المصري أنور السادات. ومع ذلك، لا يزال السكان المحليون يستخدمون الاسم القديم في حياتهم اليومية.
كما تمت تسمية شارع آخر باسم "سليمان خاطر"، وهو جندي مصري قتل 7 سياح إسرائيليين بإطلاق النار عليهم.
وجاء إلغاء تسمية شارع "بيستون" بعد قرارات أخرى أثارت جدلاً وتم إلغاؤها بعد احتجاجات من السكان.
على سبيل المثال، ألغيت خطط لبناء مسجد في حديقة "قيطرية" بعد تجمع احتجاجي وقيام حملة جمعت 165 ألف توقيع. وأعلن عضو مجلس المدينة ناصر أماني أن المشروع أُلغي بسبب انسحاب الممول.
كما تم إلغاء مشروع بناء مصلى ومركز ثقافي في محيط حديقة "لاله" بعد احتجاجات ضد قطع الأشجار في المنطقة.